نحن بحاجة إلى 60 دقيقة على الأقل يومياً من التمارين المكثفة بشكل معتدل مثل المشي السريع، أو الجري لمواجهة خطر الوفاة المبكرة بسبب فترة الجلوس الطويلة.

يقضي موظف المكتب في المتوسط حوالي 10 ساعات يومياً وهو جالس على كرسي، إذا فكرت في الأمر، فإن هذه الإحصائية ليست مفاجئة أبداً في العصر الحديث، فسواء كان العمل يتضمن كتابة التقارير، أو فحص رسائل البريد الإلكتروني، أو إجراء المكالمات الهاتفية، أو تصفح الإنترنت، أو حتى نشاهد التلفزيون، فإن معظمنا لا يزال جالساً طوال اليوم.

فترة الجلوس الطويلة ترتبط عادةً بزيادة خطر تراكم الدهون وزيادة الوزن، قد تعتقد أن هذا بسبب أن الجلوس لا يحرق العديد من السعرات الحرارية، لكن هناك أمور أخرى قيد العمل.

عند البقاء جالساً لفترات طويلة من الوقت، أنت تضع خلايا الجسم تحت الضغط البدني، ما يشجع قطرات الدهون على التشكّل داخل الخلايا الدهنية الخاصة بك، كما يسبب تكبير وانتشار الأنسجة الدهنية الناتجة عن هذه العملية.

هذا التوسع الخلوي يمكن أن يعني أن الخلايا الدهنية تنمو بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

على وجه التحديد، فترة الجلوس الطويلة تعزز تخزين الدهون في الأرداف، والأسوأ من ذلك أنهّ بمجرد أن تبدأ الخلايا الدهنية في النمو فإنها تصلب أيضاً، ما يجعل الأنسجة أكثر صعوبة في التحوّل من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

كيفية إيقاف توسع الخلايا الدهنية

لحسن الحظ، هناك عدد من الأشياء السهلة التي يمكنك القيام بها للحد من خطر تراكم الدهون بسرعة، ببساطة عليك أن تتحرك!

نشر باحثون طبيون مقال في المجلة البريطانية للطب الرياضي ينصحون فيه من يجلس طويلاً بسبب العمل أو لأي سبب آخر بضرورة الحركة أو الوقوف لمدة ساعتين على الأقل على مدار يوم العمل.

كيف يجب أن تبدأ؟ ليس عليك أن تغادر مكان عملك وتمشي مسافات طويلة، فالحركة الصغيرة البسيطة تساعد إذا كانت متكررة على مدار اليوم، كما أنها أكثر فاعلية أيضاً.

ابدأ في الحركة السريعة

وجدت دراسة بريطانية أخرى قامت ببحث عادات الحركات الصحية لأكثر من 12,000 امرأة، وجود صلة عكسية واضحة بين الحركة السريعة والوفيات.

فكلما زادت الحركة السريعة كلما انخفض خطر الوفاة!

بعض لحظات من الحركة في مقعدك، أو تغيير وضع الجلوس والوقوف والسير لمسافة قصيرة يمكن أن يقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة.

إذا كنت قلقاً من تأثير فترات الراحة القصيرة على الإنتاجية، لا تقلق. لا يوجد دليل على أن فترات الراحة القصيرة تؤثر على الإنتاجية، في الواقع أثبتت الأبحاث أن اخذ فترات راحة قصيرة يعزز الإنتاجية والإبداع.

لذلك لا تخاف من إعطاء الأولوية لصحتك الجسدية عن طريق كسر رتابة يوم العمل الخاص بك.

تثبيت التغييرات

اجعل الحركة أثناء العمل قاعدة في حياتك وابذل كل الجهد لتحقيقها، على الأقل تحرك لمدة 20 دقيقة بينما تكون في العمل.

يمكنك تعيين تنبيه على الموبايل أو الكمبيوتر للوقوف وعمل إطالات للعضلات، أو لتغيير وضع جسدك، أو المشي لمسافة قصيرة إن أمكن.

وتذكر أنّك كلما تحركت أكثر كلما كان ذلك أفضل، إذا كنت تعمل على مقربة من أشخاص آخرين، يمكنك الاتفاق معهم على تذكير بعضكم البعض بهذه الممارسات.

ضع في اعتبارك دوماً أن الثبات في وضع الجلوس أمر لا يمكن السكوت عنه، قد يبدو هذا درامياً بعض الشيء! لكن عادات الجلوس التي اكتسبناها في العصر الحديث تشكل خطر حقيقي على الصحة.

وسوف يساعد بذل الجهود للحفاظ على الحركة بشكل منتظم في الحفاظ على الوزن، وبمجرد أن تتشكل لديك هذه العادة الصحية الجديدة، سوف تستمر معك لسنوات قادمة.

التصنيف:

حياة, صحة,

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019

الوسم: